الاصليين ام الرجعيين

الاصليين ام الرجعيين

 "" فيلم فنى من الدرجة الأولى.....و له رموز عديدة يمكن أن تنطبق على جهات و منظمات متعددة فى مصر و العالم......الفيلم يجيب على سؤال مهم.....كيف تنحدر الحضارة العريقة لأى دولة؟.......بطل الفيلم ......."سمير".....هو نموذج الإنسان المعاصر الذى يعيش منساق لر غبات اسرته و عائلته و تقاليد المجتمع الذى يعيش فيه بدون تفكير.....يستهلك مالا ينفع و يعيش بشكل روتينى لدرجة الملل....كل تفاصيل حياته كانت مفروضة عليه....زواجه التقليدى بلا حب ....حتى لعبته الرياضية التى حقق فيها البطولات....تم إلزامه بها...... نقطة التحول الاولى فى الفيلم هى التخلص  من هذا الموظف الذى يعمل فى بنك....من خلال اجباره على الاستقالة من العمل بحجة  توفير المصروفات...و تعيين موظفة صغيرة براتب اصغر....مع وجود إشارة واضحة لسطوة المادة و الشكل الجمالى  على الكفاءة فى هذا العالم النمطى و الأجوف......نقطة التحول الثانية تكون من خلال اتصال من مجهول...."رشدى أباظة" الذى يظهر فى صورة مسئول فى تنظيم سرى ضخم يراقب جميع السكان داخل الدولة بحجة حماية الوطن.....يتم تجنيد بطل الفيلم ليكون أحد المراقبين داخل التنظيم بمقابل مجزى......الضائقة المالية التى يمر بها تجبره على الانضمام......ليكون عمله اليومى مراقبة الأخريين من خلال غرفة بها تكنولوجيا متقدمة لمراقبة المجتمع بمنتهى البساطة فى جميع الأماكن من خلال كاميرات مراقبة  و على كل قنوات التواصل الاجتماعي....اهم شئ يحب ان يفهمه المتفرج هو  مواصفات هذا التنظيم السيادى.......تنظيم  يريد السيطرة على الشعوب من خلال بث الفكر الرجعى على الجميع.....شبه الفيلم افراد المجتمع  على انهم دواجن داخل مزرعة.....و هم كذلك فى نظر من فوضو أنفسهم حكام....بل الهه لتلك المزرعة....و ذلك برغم جهلهم و قلة ثقافتهم الواضحة جداً.....يريدون المجتمع جاهل و حبيس تقاليد و افكار ثابتة و عادات نمطية......ليتمكنوا من السيطرة عليه ........و فى سبيل تلك السيطرة وصلوا الى ابعد مدى.... حاربوا الحرية بكل اشكالها .....حتى فى الحب.....بل لجأو الى نشر اكاذيب و خرافات لتحقيق هذه الغاية....و الاخطر من ذلك .......... قاموا بتزييف التاريخ.....و طمس روح الابداع فيه.....حتى يظل المجتمع غير مبدع.......و ذلك من خلال قتل الخيال فى ذهنه......و أشار الفيلم الى نظام التعليم الذى  جعل سمير يجمع الصحف القديمة دون ان يقرأ منها شيئاً.......ليعيش جاهل و سهل السيطرة عليه مثل الفراخ داخل الأسوار......يأكل ما يتم تقديمه اليه بدون  رفض.......سواء كان الاكل طعام أو غذاء فكرى غير سليم......مهمة  "سمير هى مراقبة  "ثريا" .......التنظيم يعتبر من هم مثل ثريا خطر عليهم.....لأنهم مثقفين و احرار و مبدعيين......لديهم القدرة أن يوسعو مدارك المجتمع .....و بالتالى يصبح المجتمع مبدع و حر....و بالتالى خارج السيطرة......تتوالى حداث الفيلم ليكتشف البطل بشاعة هذا التنظيم الذى يحاول غسيل دماغ المجتمع......بل توصل أنه هو أيضاً ضحية هذا النظام طوال حياته.....ليهرب و يغيير حياته و يصبح مبدع و حر ......متأثراً بثريا التى انارت له الطريق بأفكارها التقدمية و المستوحاة من ابداع الحضارة المصرية القديمة.......تحفة فنية غير مسبوقة و نقد سياسى رفيع المستوى لأى نظام شمولى و قمعى يمارس تلك الممارسات المتسلطة التى تجعل الشعوب رجعية و متخلفة.........تحية لكل من احمد مراد و مروان حامد......و لإنتاج جازف بفيلم يميل الى السريالية و الرمزية و الخيال فى الكثير من أحداثه......و اخيراً يبقى السؤال الذى حير الجمهور فى السنيما.......و الذى لم يتم الإجابة عليه........من هم الاصليين؟..........هم فى الحقيقة مزيفيين......مخادعين.........هم نموذج لكل إدارة سيئة و مستبدة فى هذا العالم......د. حسام سامى